فيسبوك: مطاوع بوزية
منذ طفولته حينما كان يرى المزارعين/ات يتوجّهون باحتفاليّة إلى أراضيهم/نّ في موسم قطف الزيتون، وهو يحلم باقتناء قطعة أرض صغيرة. اضطرّته الظروف إلى العمل في المستوطنات، حيث لم يكن لدى ابن السابعة عشر حينها خياًرا غير ذلك. يصف مطاوع بوزية أيّام عمله تلك بالطويلة، أعانه عليها حلمه بالأرض. ومع مرور السنوات، ازداد إصراره واقترب من تحقيقه أكثر.
بعد تمكّنه من ترك عمله، قام مطاوع سنة 2003 بشراء قطعة أرض في بلدته، كفل حارس، ليبدأ مشروع أحلامه. فعمل على استصلاحها وتحويلها بمجهود عظيم إلى جنّة من بساتين الأشجار المختلفة، كالزيتون والتين واللوزيّات والحمضيّات والعنب، بالإضافة إلى الزعتر والبقوليّات والبطاطا وبعض الخضراوات الصيفيّة. شجّع هذا أهالي البلدة على استصلاح أراضيهم المجاورة لها.
يتمّ تسويق المنتَجات في البلدة وعن طريق الطلبيّات المباشرة، ويذهب فائض الإنتاج إلى أسواق الخضار مثل حسبة بيتا.
يؤمن مطاوع بأنّ "الأرض تعطيك بقدر عطائك لها واعتنائك بها". وبالفعل كان لدخل المزرعة المربح الأثر الكبير في استمراره للسعي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتيّ على نطاق أسرته، فقام بشراء قطعة أرض أخرى وتخصيصها لزراعة الخضراوات الموسميّة، مثل البندورة، الباذنجان، الفلفل، الملفوف، الخيار البلديّ ، الفقّوس ، القرنبيط ، الشومر والذرة، لتلبية احتياجات أسرته من الخضار المتنوّعة وبيع الفائض.
يعتمد مطاوع على الزراعة الموسميّة النظيفة والخالية من الكيماويّات، وذلك بعد محاولات وتجارب عديدة في استخدام محاليل طبيعيّة من نباتات كالطيّون لمعالجة الآفات الزراعيّة، ونجاحه في ذلك. كما نجح في إيجاد وسيلة لإحكام إغلاق المزرعة وحماية محاصيله من الخنازير البرّيّة الموجودة بكثرة في المنطقة.
مع نهاية سنة 2019 ، في بادرة لإعادة إحياء زراعة القمح في بلدته، خصّص مطاوع جزءًا من أرضه لزراعة القمح، حيث يذكر قبل 35 عامًا كيف كانت بيادر القمح تملأ الحقول. فحسب تقديره كانت نصف البلدة تزرع القمح، وكان المحصول يغطّي احتياج أهل البلدة من القمح طوال العام. يقوم أيضًا بإنتاج بذور الفول، البطّيخ، العصفر، الفقّوس، الليف واليقطين وحفظها لزراعتها في المواسم القادمة.
يعلّمنا المزارعون/ات مثل مطاوع الكثير من القيم النابعة من الفِلاحة الأصيلة، كالصبر والعطاء والمثابرة وحبّ الأرض، حين تتعدّى اعتباراتنا لها كمصدر للدخل فقط.